2/3/09
اللحظة الاخيرة
عش كل لحظة وكأنها اللحظة الاخيرة
هذه هى العبارة التى اعيش بها الان ولذلك فاننى اشعر براحة عظيمة جدا فانا لم اعد قلقا على شئ وفى نفس الوقت استطعت ان افهم معنى قوله تعالى (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور) فما فاتنى لم اعد حزينا عليه لاننى كنت اعتقد ان مجيئه لى سيعطينى السعادة والمتعة فى هذه الحياة ولكن اللحظة القادمة هى اللحظة الاخيرة فلماذا اقضيها فى حزنى على ما فات وما اخذته لم اعد قلقا على ضياعه منى فاللحظة القادمة قد اتركه انا واضيع منه وفى نفس الوقت فهمت اننى راحل عن هذه الدنيا فلماذا الفخر والتعالى والتكبر ولماذا اصارع اهلها عليها فانا لست من اهلها ولا اريدها
كثيرا ما ذهبت الى المقابر لدفن اشخاص اعرفهم ومنهم من اعرفه جيدا ومنهم من اعرف احد اقاربه من الدرجة الاولى وفى كل مرة ارى اقرب الناس اليه هم من يحملونه فى داخل ذلك الصندوق ثم اقرب الناس اليه هم من يضعونه فى القبر وهم الذين يهيلون عليه التراب ثم يتركونه ويرحلون فأى سخرية للقدر اعظم من هذا
هؤلاء هم الذين يحبونه ويخافون عليه ويحزنون لحزنه بل وتتحول حياتهم الى قلق وبؤس لشقائه او مرضه ثم هاهم الان يتركونه فى التراب ويرحلون فهذه هى الدنيا
كثيرا ما جائنى اناس يطلبون منى ان ارى رجلا او امرأة من اقاربهم يعتقدون انه مات يريدون منى ان اتاكد من موته وفى كل مرة بعد ان اغادر منزلهم وقبل ان اصل الى بيتى اجد المنادى ينادى انتقل الى رحمة الله فلان ابن فلان ….منهم من كنت قد زرته قبل موته بيومين او ثلاثة ومنهم من كنت عنده فى نفس اليوم الذى مات فيه ثم هو الان لا صوت ولا حركة ولا حس فماذا حدث لهم لا ادرى …. اجسادهم صارت باردة وعيونهم اصبحت باهتة وعروقهم لا نبض فيها
هذه هى الحياة بكل معانيها وباختصار هى شئ نملكه وسيسلب منا فى اللحظة القادمة …..وقد لا يسلب.. من يدرى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
2 comments:
دايما أسمع ... اللى يعرف ربنا يستريح
وفعلا
قلب المؤمن كدوار الشمس
يسير خلف القدر ملازما له راضيا به
كدوار الشمس وراء الشمس
بلا كلل ولا ملل ولا نفاد صبر
وفعلا كل ما الانسان بيزيد قربه من ربنا
بتزيد مناعته ضد الذنوب وأوبئة القلوب
يبدو تعليقى متباينا بعض الشىء عما رمتم إليه
ولكن هذا ما حل بخاطرى الآن
حفظكم الله ووفقكم لكل خير
dr.Sondos
على العكس تماما
تعليقك ليس مختلفا عما قصدته
بل هذا بالضبط ما اعنيه
فما اقصده هو قصر الامل فى الدنيا واليقين باننا عنها راحلون
مع العمل للدنيا والاخرة
لتحقيق السعادة والتميز فى كلاهما
متبعين سنة رسول الله مقتفون نهج حبيبه صلى الله عليه وسلم
تحياتى واحترامى
Post a Comment