السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله يا جماعة هذه اشياء اشعر با فتقادها منذ زمن واريد ان احدثكم عنها وخطرت لى هذه الفكرة اليوم
انها احدى فصول الكوميديا السوداء التى نحياها جميعاولكى لا اطيل عليكم فانى سادخل فى الموضوع مباشرةالاشياء التى اشعر اننى افتقدها هى عبارة عن اشياء معنوية ومادية اليوم وانا اركب الميكروباص ذاهبا الى الكلية شعرت ان هناك اشياء كثيرة نفتقدهاكان الزحام شديدا كان ما يزيد على المائتين من الرجال والنساء والاطفال والشباب والبنات الجميع واقفين ينتظرون ان تاتى سيارة واحدة تقلهم الى اعمالهم منهم من سيذهب الى عمله ومنهم من سيذهب الى كليته ومنهم السيدة التى يعمل ابنها فى الخارج وارسل لها اموال على احد البنوك القاهرية ومنهم من هو على موعد مع مدير او طبيب والجميع واقفون قلقون دخلت هذا الموقف والساعة لم تتجاوز السابعة ما زالت السادسة و45 دقيقة تقريبا ولكن الزحام شديد وفجاة تاتى سيارة ولا اراكم الله سوءا فى عزيز لديكم فالجميع يتدافعون نحو السيارة بدون نخوة او كرامة لا يرحمون عجوزا لسنها ولا يحترمون رجلا لمكانته وسنه ولا يقدرون فتاة لكرامتها التى يجب ان تحمى من شباب البلد ولكن هنا لا مقام لاى شئ من هذا الجميع يتسابقون ويتصارعون بل ويتقاتلون حتى ان الراكبين فى السيارة لا يستطيعون الحروج منها الا بصعوبة شديدة وعدت انا الى بيتى ومعى هموم والام لا مثيل لها لماذا كل هذا نعم لماذا كل هذا لقد عدت الى البييت والساعة تقترب من العاشرة وانا لا مكان لى الا اذا اهنت عددلا باس به من الكباوالصغار ودخلت فى صراع مرير مع غيرى حتى افوز بالكرسى وللحظات تحيلت ان الازمة المصرية وان اكبر مشكلة تعانى منها مصر هى مشكلة الكراسى نعم فهناك ازمة فى كرسى الرئاسة وهناك ازمة فى كرسى الوزارة وهناك ازمة فى كرسى مجلس الشعب وهناك ازمة فى كرسى مجلس الشورى وكل مكان تجد فيه كرسى لا بد ان تجد فيه ازمة ولو اردت ان تختلق ازمة ما عليك الا ان تاتى بكرسى وتضعه فى المكان الذى تريد الازمة فيه ايها الاخوة الافاضل عفوا لاننى اطلت عليكم ولكن سامحونى فالامر والله افظع مما وصفته لكم ومن يعلم موقف من مواقف مصر العمومية فليذهب اليها فى الصباح وخاصة ايام الاحد والاثنين والثلاثاء وباقى الاسبوع ما عدا الخميس والجمعة ليذهب اليها وهو سيرى بعينه حجم الماساة التى نعانى منها جميعا ماساة اخلاقية واجتماعية وثقافية ودينية والاهم تنظيمية لقد تكررمعى هذا الموقف مرات عديدة وفى كل مرة اعود الى بيتى وانا اشعر ان هناك شئ مفتقده اعذرونى لا افتقد حبا ولا حنانا وانما افتقد شعبا باكمله افتقد اجيالا تعرف معنى الاحترام تعرف معنى الاخلاق بصراحة واشعر اننى مفتقد شيئا مهما جدا هو الكرسى اى كرسى وفى اى مكان ما عدا بيتنا لانه لو لى كرسى فى الداخلية او الخارجية او اللى بين البنين ماحدث لى هذا وسؤال اخير اليس من حقى ان اقول وانا عائد الى بيتى اجر اذيال الخيبة والانكسار الى اهلى لاننى لم افز بكرسى ولو حتى فى (تكتك )وليس فى ميكروباص اليس من حقى ان اقول بلد بتاعة كراسى بصحييييييح
كان معكم المواطن المفعوص من اقرب موقف ليك
No comments:
Post a Comment