الحلقة الاولى ……….دموع النصر
كان اليوم حافلا بالكثير من المشاق والمتاعب لقد كان آخر يوم فى الانتخابات التشريعية وبناءا على تلك النتائج سيتحدد مستقبل مصر فى المرحلة القادمة وربما مستقبل العالم وخريطته السياسة
لقد تسبب لى هذا فى ضغط عصبي هائل ولكن الحمد لله ….لا ادرى ماذا كنت سأفعل لولا الايمان….. لقد كان القلق سيحرق اعصابى …الحمد لله
(طرقات خفيفة على باب الغرفة )
اتفضل-
بابا …..الدكتور طارق بيتصل على تليفون البيت بيقول انه عايزك ضرورى اوى-
خير ان شاء الله الطف يارب-
سلام عليكم ازيك يا دكترة خير يا باشا ان شاء الله-
(الدكتور طارق على الطرف الاخر من الهاتف وصوته مغمور بالسعادة والفرح)
الف مبروك يا دكتور ايهاب الحمد لله القائمة بتاعتنا فازت فى الانتخابات لسه الدكتور حمدى متصل بى من لجنة الفرز وبشرنا بالنتيجة دية الف الف مبروك
لم اتمالك نفسى فسجدت شكرا لله على هذا النصر العظيم وتمنيت من الله ان نكون على قدر المسئوليه وان يستعملنا لنصرة دينه ثم تذكرت ان الدكتور طارق مازال على الهاتف فأمسكت السماعة مسرعا واعتذرت له ولكن بنفس الفرحة اجابنى بأنه فعل مثلما فعلت بالضبط عندما عرف بالخبر من الدكتور حمدى
انهيت مكالمتى مع الدكتور طارق واذا بجرس الباب يدق فقمت لانظر من بالخارج واذا به البشمهندس اكرم والاستاذ وجيه والشيخ اسلام رحبت بهم جميعا وطلبت اليهم ان يدخلوا فاعتذروا قائلين اننا سنذهب الى مسجد ناصر الان لنحتفل بهذا الفوز الكبير
ركبنا السيارة سويا وانطلقنا الى المسجد وهناك كانت الحشود تتوافد الى المسجد ووجوهها جميعا مغمورة بالسعادة والفرحة وبعد ان جلسنا فى المسجد جميعا قام الشيخ اسلام استاذ التفسير المقارن بكلية الدعوة بجامعة الازهر بإلقاء كلمة عبر فيها عن نعمة ربنا وفضله وتوفيقه لنا والمسئولية العظيمة الملقاة على اعتاق اعضاء القائمة والأمانة التى حملوا بها ثم وجه الى الدعوة للحديث باعتبارى ممثل القائمة عن محافظة القليوبية فتقدمت للحديث ودارت كلمتى عن شكر الله وحمده ودعوت الله فى بداية كلمتى ان يعيننا جميعا ويوفقنا لما فيه صالح بلدنا ووطننا مصر ثم انتقلت بالحديث الى التذكير بأهمية تعاون المجتمع كله معنا وان الامر اكبر بكثير من مجرد التصويت فى الانتخابات فحسب بل انه يتعدى الى مشاركة بالجهد وبذل للعرق وكفاح بالمال والوقت والجهد حتى نستطيع ان نحقق لبلادنا الحبيبة ما نتمناه من تقدم ورفعة ونصر
وأننا وان كنا الان مطالبين بتشكيل الحكومة القادمة فإنها ستكون وكما وضحنا فى برنامجنا الانتخابى ممثلة لكل الاطياف المصرية وجميع فئات المجتمع وانه سيكون هناك ارتباط وثيق بين السياسيين وأهل الاختصاص فى مجال سياستهم من اساتذة الاجتماع ورجالات الفكر والسياسة
انهيت كلمتى وكان بين الحضور المفكر السياسى والكاتب الصحفى الكبير الاستاذ بولا منير فوجهت له الكلمة بعد ان قدمت له وأعطيته ما يستحقه من حفاوة وتقدير خاصة وانه اجاب دعوتنا وحضر الينا من القاهرة ليشاركنا هذا الاحتفال بعد ان كنت قد اتفقت معه على هذا
تحدث الاستاذ الفاضل بولا منير عن مستقبل مصر فى المرحلة القادمة وتطلعات رجال السياسة والفكر والعلم فى المرحلة القادمة من تاريخ مصر والمهمة العظيمة والثقيلة التى القيت على عاتق قائمة الاخوان المسلمين وبعض الاسس التى يجب ألا تغفل ثم تمنى لنا جميعا التوفيق والسداد وأكد انه سيكون دائما حاضرا معنا بخبرته وعلمه ولن يتوانى عن تقديم يد العون والمشورة بل وبذل الجهد من اجل حاضرنا ومستقبلنا
ثم كان الحديث بعد ذلك مع الاستاذ الدكتور محمود حمدان استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية والذى تحدث عن الواقع الحالى لمصر وموقعنا فى الخريطة السياسية للعالم والتحديات التى تواجهنا على المستويات المحلية والإقليمية والدولية وإحداثيات المرحلة القادمة وما يجب علينا ان نفعله لننهض بمصر ونصل بها الى المكانة التى تستحقها بين دول العالم
انتهى الاحتفال وخرج الجميع الى الشوارع فى مسيرات حاشدة ومنظمة ترفع اللافتات وتردد الهتافات وتعلن املها عن مستقبل عظيم لبلادنا وعن سعادتها بالانتخابات الديمقراطية التى شهد العالم بنزاهتها والتى تتم لثالث مرة بنفس النزاهة فى تاريخ مصرنا الحديث
لم اعد للبيت فى تلك الليلة إلا قبيل الفجر مباشرة فوجدت جميع من بالبيت مستيقظين فلم يكن النوم ليطرق جفوننا وقلوبنا مفعمة بهذه السعادة وهذه الفرحة
قبلت يد امى وسلمت على زوجتى وأخذت اداعب عبد الرحمن وضياء والزهراء ابنائى ثم تناولنا جميعا اطراف الحديث واخبرتنى امى ان اخوتى اتصلوا من الاسكندرية وقالوا انهم سيتصلوا مرة اخرى عندما اعود
كان الحوار دائرا بينى وبين امى وزوجتى عن الاحداث الماضية واشهر الانتخابات وما عانوه فيها وكيف كلل الله كل هذا بالتوفيق والسداد والفضل منه سبحانه
ارتفع اذان الفجر فاستأذنت وأخذت عبد الرحمن معى وذهبت لصلاة الفجر وهناك قابلت الدكتور حمدى الذى ما ان رايته حتى احتضنته بشده وسالت دموعنا من شدة الفرح ولما رأيناه معا وما مررنا به سويا وكيف كان هذا اليوم حلم يراودنا ويداعب قلوبنا منذ زمن بعيييييد
اخبرنى الدكتور حمدى بميعاد الاجتماع الذى سيعقد لأعضاء المكتب السياسى اليوم فى العاشرة صباحا والاجتماع الذى سيعقد بعد العصر مباشرة لأعضاء القائمة الاربعمائه فى المركز الرئيسى فى قاعة الاجتماعات الرئيسية
قلت له اننى سأكون فى مستشفى السلام الدولى اجرى عملية جراحية وسأقابله فى مقر المكتب السياسى عند العاشرة إلا خمس دقائق
الحلقة القادمة
(التشكيل الوزارى الجديد)
No comments:
Post a Comment